-
سفور المقاومة في الفن النسائي المعاصر
يعيد سؤال الهوية النسائية الراهنة طرح نفسه بإلحاح في هذا الكتاب عبر استحضار إبداعات فنية نسائية تتخذ أشكالا تعبيرية مستحدثة وتستند على مرجعيات مختلفة. كما يهتم هذا البحث النقدي بتلك التجارب التشكيلية النسائية في البلاد الاسلامية التي استندت على التراث الفني الاسلامي الاصيل، كفنون المنمنمات والأرابيسك والكتابة العربية، لصياغة رفض المبدعات- فنيا ومجازيا- لكل انساق الاغتراب الثقافي الذي تحاول الايديولوجيات الأصولية الاستشراقية والاسلاموية على حد السواء، تكريسه بشتى الطرق.
-
معاداة الصورة
تعتبر الصّورة فتنة العين منذ القديم فهي التعبيرة الثقافية الأولى التي استخدمها الإنسان الأوّل في محاورته مع وجوده. فكانت مرآةَ معاشه اليومي وشاهدةً على طقوسه. وما من أحد ينكر اليوم دور الصّورة في شتّى مجالات الحياة فلا يمكن الاستغناء عنها أو التّغافل عمّا تبشّر به في عصرنا البصري. إلاّ أنّ تاريخ الصّورة هو تاريخ التّداخل بين المنع والإباحة، بين المناصرة والمعاداة رغم تنوّع الثقافات. فهل ينجو الإنسان الحديث من تبعات هذا التّاريخ؟ يثير هذا الكتاب مشكِليّة منع الصّورة إلى حدّ التّحريم وحدود إباحتها في الثّقافتين الغربيّة والشرقيّة، كاشفا الأسس الفكريّة التي خلقت آليّات التّعامل مع الصّورة واستمرارها في إنتاج سلوكيّات ومواقف تدّعي تمجيدها في حين أنّها تدور في فلك النّواة الأصليّة للمعاداة. ويتجرّأ الكتاب على معالجة قضيّة معاداة الصّورة من زاوية الوعي بزيف الاحتفاء المعاصر بها بالاعتماد على تفكيك “خطاب المعاداة” بأسلوب قوامه المساءلة وتوسيع أفق الجدل حول ما يشاع من بداهة شموليّة الصّورة و من خلال فضح التحريم الواضح والمستتر، المقنّن والمسكوت عنه و نزعة إدانتها بزجّها في قفص الممنوعات عند تلقّيها وتداولها عبر تمفصلات تاريخيّة وحضاريّة.
-
مكاشفات الصورة في اللوحة والكاريكاثير
تحتل مسألة قراءة الصورة مكانة جديدة في ثقافتنا البصرية المعاصرة، فنحن نعيش في “عالم الصورة” دون أن تكون لنا أدوات ناجعة للتواصل مع هذا العالم، فلا نكتسب مهارات استهلاك الصور ولا ننجح في إنتاجها، لذلك يطرح هذا الكتاب أهميّة الوعي بقيمة اكتساب مفاتيح قراءة الصور من خلال التميّز بين الخطاب اللغوي والخطاب البصري والوقوف على تبعات التباس عصر الفن في ظل محدودية انتشار الثقافة البصرية. وتتجلي ميزة الكتاب في اقتراحه لمنهج تحليلي يسند عملية القراء فيجمع بذلك بين الطرح النظري والقدرة التطبيقية ، متخذا من اللوحة الفنية والصورة الكاريكاتورية نموذجين تطبيقيين فيجري المنهج التحليلي على عملين للفنان الاسباني بيكاسو وعلى عمل للفنان العربي ناجي العلي، ليؤكد على ضرورة الانتباه إلى ثنائية الغرب والشرق وتقاطع “تاريخ العين” بينهما.
-
نحوُ الشوارع
ونحن نتصفح هذا الكتاب ونقرأ عنوانه وفواصله يتبادر إلى أذهاننا أسئلة عديدة، فهل للشوارع “نحوٌ”؟ وهل للكتابة على الجدران نظامٌ وقواعد؟ وهل يمكن أن نعتبر أن “غرافيتي” الشباب في الشوارع نصوص تحتاج عناية فقهاء اللغة؟ وما أهمية أن يعمل أحد الأكاديميين المختصين في اللغة واللسانيات على وضع “الغرافمار” تحت المجهر؟ وهل هذا الكتاب هو كتاب للمختصّين، أم هو جهد يسهّل علينا السماع إلى صوت الشوارع، ويُدخِل عفوية شبابِ الجدران وفَوضاهم وتدويناتهم الغاضبة إلى رحاب المعرفة والعلم؟
الدكتور توفيق العلوي يهدف في هذا العمل الطريف إلى إبراز علامات ثقافة جديدة، تعيش بيننا وتتنفس تحت الأرض، من خلال تبسيط قواعدها وإدراك طرافتها والتعريف بعلاقة “نحوُ الشوارع” الحديث، خاصة في العشرية الأولى لثورة تونس، بالواقع اللغوي المعيش.