• حبيبتي ميليشيا

    انتصبت. أضاءت في وهج المشاعل عيناها. كانت عيناها سوداوين والجفون ناعسة. تطاول سرحان مـن خلف موج الرجال. أطل فيهما. خر ساجداً. عشتروت في عشيرته لما تزل. منذ عهد بابل ترقص، على حـداء الرجال الساجدين على قدميها. أطفئت مشاعل الخيام في أسفل الغور. وعشتروت ترقص. الحداء يعلو. يقوى.

    – اِعِّهوي. اِعِّهي. اِعِّهوي. اِعِّهي.

    اشتعلتا عينا وضحا. اتسعتا. توهجتا. توهــج النهر. غمره الضوء. خرّ خلف الصخرة ساجداً سقطت دهرية من وجه كشاف النور الآتي من الضفة الأخرى خلفه. همست.

    – سرحان.

    أفاق. التفت خلفه. عينان مشعلتان. انتفض

    – وض .. دهرية..

    زحفت إليه. أسندت ظهرها إلى الصخرة بجانبه. تمتمت…

    د.ت17.00
  • وادي الحوارث

    … فهي تعرف البحر وتعـرف أي ذاكـرة لـمـوجـه، منذ أن كانت هي بعد طفلة تلهو على شواطئه، تعرفه بمده وجزره،

    بثورته وسكينته، بصدفه وسمكه، بظلمته وزرقته، وتشهد أن لا بحر في الدنيا كبحرها.. إنّه بحر خاص بها، وبها وحدها

    ولا يمكن أن يتبدل أو يتغير، أو يقهر فيكون بحراً لمستوطنة رشبون أو كفار شمارياهو أو أية مستوطنة يهودية أخرى، كما أرادوا له أن يكون، فلهم بحورهم التي لابد وأن يعودوا إليها، أما هو فلا..

    ولابد أن يظلوا العابرين بشاطئه ذات يوم ويرحلوا.. فعمرهم على شواطئه لم يتعد بعد عمر ذاكرة الصبية السُمر اللاهين على رمالها. ذاكرتها.

    د.ت15.00