بعد أن حدثنا عبد الواحد المكني عن “زمان الأبيض والأسود” وعن “زمان الألوان”، يحدثنا في هذا الجزء الثالث من ” التوارخ” عن “زمان عمى الألوان” ويربط حديثه بالتقدّم في السن والتجربة وبالأخص بالمتحوّل السياسي الحاصل منذ بداية العشرية الأولى من هذا القرن.
يستدرجنا سي “وخيّنا” على غرار “صاحبي” عند طه حسين إلى قراءة تاريخ تونس الحديث والمعاصر، لا من الكتب والبحوث الأكاديميّة فقط ،بل من خلال المدوّنات الشّعبيّة للشّعر الشّعبي وللملاحم ومن الذّاكرة الشّعبيّة المهمّشة في مصادر التّاريخ.
فهو يُمتعنا في هذا المؤلّف بغزارة في المعلومة وبرؤية ثاقبة أثناء قراءة الأحداث وبربط متين بين الحدث وتاريخيّة الأشخاص المعنيين وكذلك بأسلوبه السّاخر الماكر الممزوج بمرارة الإحساس بالوضع ورداءته. ويذهب بنا من السّطح إلى العمق، على غرار قوله: “ما وقع في تونس منذ 17 ديسمبر2010 وبعيد 14 جانفي 2011 تمّت تسميته بسرعة “ثورة” بل “الثورة التونسية” والتي تلتها أخرى مصرية وليبية ويمنية وسودانية وسورية”، “حدث ما حدث في أربع دول تحكمها نظريا أنظمة جمهورية ولكنها في الواقع “جملوكية”.
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.