التحرر من السجن تجربة عالمية في إصلاح السجون إنه لمسار مدهش لهذا التونسي أحمد عثماني على رأس أهم منظمة دولية غير حكومية " المنظمة الدولية للإصلاح الجنائي. بعد أ ن عانى من سجون تونس
-
في عشق غزة
اختتم يوسف الصديق تقديم هذا الكتاب بطرفة من طرائف شخصية « حمّة الجريدي » الذي لم يجد نفسه يوم القيامة لا ضمن من كان مآلهم جهنّم، وهو صاحب الفَعَلَات ولا ضمن المنتفعين بنعيم الجنة، فتوجه الى الله متسائلا: « أين مكاني يا ربي؟ ألست أنت الخالق العليم بمصير الناس وأفعالهم؟ فأجابه تعالى: «نعم وأكيد إلّا إذا كنت لم أفرِدكَ بالخلق، لم أعرفك. فمن أنت؟ ».
أفليس للفلسطنيين أيضا من يعرفهم ويحميهم؟!
إن ملحة «حمة » الحاملة للمعصية، توحي لنا بأن الفلسطينيين يرتقبون أيضا من يعرفهم ويتذكرهم وينجيهم كلّما انفجر صاروخ قتّال وكلّما دمّرت الطائرات المغيرة بيوتهم ومزقتهم وشردتهم وأبادتهم.
الكاتب الفيلسوف « آلان جونيون » يحلّل، في بحثه الجوهري هذا، منزلة الفلسطيني المتفرّد بنضاله في يقظة ضمير العالم اليوم، ويلحّ علينا أن لا نخاطبه بصفته مواطنا من فرنسا، بلا حقوق الانسان، بل يدعونا أن « نخاطبه بصفته مواطن العالم الفلسطيني» ...
-
تأتي الثورات بلا ميعاد، وتلك عبقرية التاريخ، وعلى المؤرّخ الرصد والتحليل. يقوم المؤرخ والكاتب فتحي ليسير في هذا المعجم برصد مفردات الثورة التونسية وألفاظها ومصطلحاتها وأماكنها وتواريخها، ولحنها المميّز الذي طبعت به الحراك الثوري التونسي وختمته بختمه الخاص: البوعزيزي -سيدي بوزيد- "خبز وما وبن علي لا"- "يا عصابة السراق"- تالة- القصرين- الرقاب- ديقاجDégage - بن علي هرب- القصبة- هرمنا…
كلها أيقونات وعبارات احتلّت مكانها في المتخيّل الاجتماعي التونسي والعربي يحاول المعجم ترصيد تلك الذاكرة الجماعية ترصيدا حيّا.
-
يروح الكرسيّ الهزّاز ويجيء فارغا في حركة مجنونة ثمّ تتواتر عليه الأجساد وتشتبه عليّ الوجوه.. وجه أمّي منطفئا وحزينا ..وجه مراد مرتبكا وذاهلا ..وجه والدي فزعا وقاسيا ..وجهي مشرقا تارة وغائما تارة أخرى.. تقترب الوجوه حتّى التّشوّه وتتناءى حتّى تصبح نقطة في آخر النفق المظلم. تنغرز أصابعي تمزّق قميص مراد تنهش الجسد المتوتّر.. حدّقت في ما حولي فزعة مرتعشة .. وقد تيبّس حلقي وجفّ ريقي.. بدا لي أنّي غفوت للحظات أفسد متعتها كابوس لم يبق منه إلاّ الوجع.. تطلعت الى الساعة ..قفزت الى الأرض