يعيد سؤال الهوية النسائية الراهنة طرح نفسه بإلحاح في هذا الكتاب عبر استحضار إبداعات فنية نسائية تتخذ أشكالا تعبيرية مستحدثة وتستند على مرجعيات مختلفة. كما يهتم هذا البحث النقدي بتلك التجارب التشكيلية النسائية في البلاد الاسلامية التي استندت على التراث الفني الاسلامي الاصيل، كفنون المنمنمات والأرابيسك والكتابة العربية، لصياغة رفض المبدعات- فنيا ومجازيا- لكل انساق الاغتراب الثقافي الذي تحاول الايديولوجيات الأصولية الاستشراقية والاسلاموية على حد السواء، تكريسه بشتى الطرق.
-
ظلت هاجر تسعى لاهثة. يعيق الرمل خطواتها، وتلهب الشمس وجهها. لا بدّ أن تصل قبل الغروب. ستتيه إن تأخّرت. الأرض أمامها منبسطة جرداء ولا شيء يلوح في الأفق، والشمس الرهيبة تصبّ لهيبا يحرق وجهها وعينيها. أحسّت بالعرق يسري مع عمودها الفقري كأنه ماء جار. نزعت المعطف. ودّت لو تخفّفت من بعض الثياب الأخرى، لكن لا وقت، لن تتوقّف. عليها أن تصل قبل الغروب
راقت لي هذه الرواية كثيرًا. فقد شدّتني بما تميّزت به من تشويق، لقد اتّخذت أسلوب الرواية البوليسيّة، ووقفت مع قضية المرأة دون إسفاف، تتحرّك فيها الحكاية بين فضاء الصحراء والقرية مع حضور المدينة.
أحمد السماويعندما تقرأ رواية "زمن الهذيان" لرفيقة البحوري، يهزّك هروب هاجر، تاركة وليدها، متّجهة إلى الصحراء. أصيبت بفقدان الذاكرة. (...) تطهّرت من أدران المدينة بما وجدته من حبّ وصفاء.
كأنّ لوثة النسيان قد طالت الراوي، يسند الرواية لهاجر تارة وينسى تارة أخرى هذا السند، فيتولّى هو رواية أفعالها. إنّه لعب بالنسيان والذّاكرة حكاية وسردا.
محمّد بن محمّد الخبورفيقة البحوري: جامعية درّست الأدب الحديث في الجامعات التونسية، ناقدة وشاعرة وكاتبة للأطفال، ناشطة في المجال الحقوقي وفي الساحة الثقافية.
صدر لها عدّة عناوين في مجال كتاب الطفل والدراسات النقدية والإبداعات.
-
هذا الكتاب يذكي لدى القارئمتعة الحكي، ومتعة التأريخ ، ومتعة الفكر.
ليس هذا الكتاب سيرة ذاتية، وفيه من السير الذاتية الكثير. و لس هذا الكتاب كتاب تاريخ، و فيه من التاريخ الكثير. و ليس هذا الكتاب نظرا و فكرا، و فيه من النظر و الفكر الكثير.
يختفى الكاتب وراء التاريخ و الفكر و الحكاية و يتوارى ليكشف عن أحلام جيل من التونسيين (و العرب) لا أجيال، أحلام بعضنا أنكسر، و بعضها تحقق، و بعضها يتلمس سبيله من هذا و ذاك. يتوارى المكني ليذكر أسماء كثيرة أثرت في هذه الأرض، قد لا يتسع ىلها صدر أي كاتب تونسي آخر.
على أن أوجاع ذاك الشاب و أحلامه و تناقضاته و أهوائه و أنكساراته و انتصاراته تطل على استحياء، فتضفي على الكتاب سحر الذاتي يتخذ لبوس التاريخ، و تجعلك تنتظر على لظي الشوق، الجزء الثالث من رحلة " التوارخ والتآريخ".
-
يفتح كتاب الدكتور عبد الواحد المكني شهية المؤرخين العرب للكتابة عن الذات أو "الإيغو-تاريخ" كما هو متداول لدى المؤرخين الغربيين. كتابٌ يجم بينالتجربة الاجتماعية والتجربة المعرفية، بين العامِّية والفصحى، بين الصياغة الأدبية والصنعة الأكاديمية.. كتابٌ يذكِّر بأن التاريخ في المحصلة مادة أدبية مرتبطة بالكتابة أولا وقبل كل شيء، مهما كانت الجهود الإسطوغرافية التي جعلت منه علما.. " محمد حبيدة أستاذ التاريخ الاجتماعي جامعة ابن طفيل القنيطرة المغرب" كيف ينتقل "المؤرّخ " من التّاريخ الأكاديميّ، ومن البحث التّاريخيّ في الوثائق المعتادة، إلى "التّوارخ"، أي إلى الذّاكرة الشّعبيّة الشّفويّة، يربطها بالتّاريخ وصدماته وكدماته؟ كيف يخاطب المؤرّخ-الكاتب "ابن البلد وابن الاختصاص والقارئ العاديّ" معا؟ مغامرة شيّقة وممتعة هو "الأبيض والأسود"، تثري التّاريخ والذّاكرة وتساهم في حفظ ما اعتبر "تراثا لا مادّيا"، لأنه عرضة إلى التّلف والفوات أكثر من غيره من الموروثات. رجاء بن سلامة مديرة دار الكتب الوطنية وأستاذة جامعية حاول عبد الواحد المكني أن يعود بالتاريخ إلى الفعل الأدبي وعمل على استرجاع ما فقده التاريخ عندما تخلى عن "الحكاية" و"السرد" و"تْوارخْ" كما نقول في تونس. فسرده في صيغة مشوّقة متقاطعة طريفة، سردًا حرص فيه على احترام قواعد التاريخ الأساسية. فهل هو بذلك قد تخلى في طرحه عن صفة المؤرخ أم هو يكتب سردًا إبداعيًّا يغوص به في أعماق تاريخ مكان عايَشَه وزمان عَاشَه وسمع عنه من أشخاص مثل: خليفة الأديب وعلي الزربوط وحمزة والبشير ...وغيرهم ممن اختزلوا التاريخ وصنعوا منه خيالًا ومتخيّلًا؟ -
يفتح كتاب الدكتور عبد الواحد المكني شهية المؤرخين العرب للكتابة عن الذات أو "الإيغو-تاريخ" كما هو متداول لدى المؤرخين الغربيين. كتابٌ يجمع بين التجربة الاجتماعية والتجربة المعرفية، بين العامِّية والفصحى، بين الصياغة الأدبية والصنعة الأكاديمية.. كتابٌ يذكِّر بأن التاريخ في المحصلة مادة أدبية مرتبطة بالكتابة أولا وقبل كل شيء، مهما كانت الجهود الإسطوغرافية التي جعلت منه علما.. " محمد حبيدة أستاذ التاريخ الاجتماعي جامعة ابن طفيل القنيطرة المغرب" كيف ينتقل "المؤرّخ " من التّاريخ الأكاديميّ، ومن البحث التّاريخيّ في الوثائق المعتادة، إلى "التّوارخ"، أي إلى الذّاكرة الشّعبيّة الشّفويّة، يربطها بالتّاريخ وصدماته وكدماته؟ كيف يخاطب المؤرّخ-الكاتب "ابن البلد وابن الاختصاص والقارئ العاديّ" معا؟ مغامرة شيّقة وممتعة هو "الأبيض والأسود"، تثري التّاريخ والذّاكرة وتساهم في حفظ ما اعتبر "تراثا لا مادّيا"، لأنه عرضة إلى التّلف والفوات أكثر من غيره من الموروثات. رجاء بن سلامة مديرة دار الكتب الوطنية وأستاذة جامعية حاول عبد الواحد المكني أن يعود بالتاريخ إلى الفعل الأدبي وعمل على استرجاع ما فقده التاريخ عندما تخلى عن "الحكاية" و"السرد" و"تْوارخْ" كما نقول في تونس. فسرده في صيغة مشوّقة متقاطعة طريفة، سردًا حرص فيه على احترام قواعد التاريخ الأساسية. فهل هو بذلك قد تخلى في طرحه عن صفة المؤرخ أم هو يكتب سردًا إبداعيًّا يغوص به في أعماق تاريخ مكان عايَشَه وزمان عَاشَه وسمع عنه من أشخاص مثل: خليفة الأديب وعلي الزربوط وحمزة والبشير ...وغيرهم ممن اختزلوا التاريخ وصنعوا منه خيالًا ومتخيّلًا؟ -
إن اهتمام تودوروف ودعوته إلى نوع من الإنسية الجديدة ضدّ "دعاة الموت" "بنيويّن" و" تفكيكيين" و ما بعد حداثيين" إلخ... وانحيازه المشرف إلى قضايا الشعوب المقهورة في زمن العولمة المتوحشة يجعل منه حقيقة الابن الاشرعي لحركة التنوير في أكثر جوانبها إضاءة. وحسبك العودة إلى حديثه في هذا الكتاب دفاعا عن مواطن عراقي مات تحت التعذيب الأمريكي في سجن أبو غريب حتى تعود إلى ذاكرتك صورة فولتير الذي نزل إلى الشارع ليرفع الظلم عن مواطن " بسيط" يدعى كالا اتهمه المتعصبون زورا بقتل ابنه حتّى لا يعتنق الكاتوليكية مع فارق كبير أن تودوروف يدافع في قضية الحال عن مواطن من غير بني قومه
-
لقد ساهم هذا المبحث الطريف في توضيح قيمة " رواية النساء للحديث "وحاول أن يعطي تلك الرواية " أحقية" و"حجية" من خلال استقراء ما ورد في "الصحيحين" لمُسلم وللبُخاري.
كما أثبت، من خلال أغلب فقراته ، أن النّساء تتنزل ضمن أعلى طبقات الروّاة، وروايتهنّ لا تقبل النقد ولا التجريح بل هي في كثير من الحالات إخبارٌ عمّا تعجز عنه رواية الرجال خاصة في قضايا لها علاقة بالجسد، وهي أيضا في كثير من الحالات تتنزّل منزلة " التكييف" وحتى "التصحيح" لرواية الرجال.إلّا أنّ هذا البحث يضع أمامنا سؤالا هامّا حول ما آلت اليه مكانة المرأة من تدنّ منذ ما بعد فترة النبوّة إلى عهد استقرار الثقافة الإسلاميّة عبر مراحل. ( أقترح ما يلي: إلّا أنّ هذا البحث يضع أمامنا سؤالا هامّا حول ما آلت اليه مكانة المرأة من تدنّ منذ فترة ما بعد النبوّة والإسلام المبكّر إلى عهد استقرار الثقافة الإسلاميّة عبر مراحل)
-
الحياة والموت والحركة والهجرة. هنا نرى شقيقة شوبان تغامر في رحلة محفوفة بالمخاطر لكي تعيد قلبه سرًا إلى وارسو بعد موته. نرى امرأة تعود إلى مسقط رأسها في بولندا لكي تحقن بالسم حبيب صباها الذي يرقد طريح الفراش في سكرات مرضه الأخير. عبر شخصيات وقصص مرسومة ببراعة، ومحبوكة بتأملات مؤرقة، ولعوبة، وموحية، تستكشف "رحّالة" معنى أن تكون مسافرًا، طوافًا، جسدًا في حالة حركة ليس فقط عبر المكان وإنما عبر الزمن أيضًا. من أين أنت؟ من أين أتيت؟ إلى أين تذهب، هكذا نسأل المسافرين حين نلتقيهم. ورواية "رحّالة" الفاتنة، المقلقة، بمثابة إجابة تطرحها كاتبة من كبار الحكّائين في عالمنا.
"توكارتشوك، من أبرز الكتاب ذوي النزعة الإنسانية في أوروبا، "رحّالة" تجعلنا نتذكر ف.ج زيبالد وميلان كونديرا، ودانيلو كيش، لكن تظل توكارتشوك تتمتع بخصوصية بالغة، متمردة ولعوب.. "رحّالة" هي محاولة شغوفة ومسهبة، آسرة وفتّانة، من أجل البحث عن آصرة ذات معنة، من أجل قبول السيولة، والحركية، والإيهام. تذكرنا توكارتشوك أن "البرابرة لا يسافرون، هم ببساطة يذهبون إلى وجهات معينة أو يشنّون غارات" . ولسوف تفعل فنادق أوروبا خيرًا إن وفرت نسخة من "رحّالة" على الطاولة المجاورة لكل سرير، فأنا لا أستطيع أن أفكر في رفيق سفر أفضل منها في تلك الأزمنة المضطربة المهووسة."
-
من مؤلفة الكتب الأكثر مبيعًا بحسب النيويورك تايمز والمعالجة النفسية لوري غوتليب، كتاب مضحك ومثير للتفكير ومدهش في آن، يأخذنا وراء كواليس عالم العلاج النفسي، حيث يبحث مرضاها عن إجابات هي نفسها تبحث عنها. بينما تستكشف غوتليب العوالم الداخلية في حياة مرضاها، تصل إلى حقيقة أن الأسئلة التي يعانون في إيجاد حل لها هي الأسئلة نفسها التي تطرحها على معالجها. بحكمة مبهرة وحس فكاهة لافت، تأخذنا غوتليب إلى عالمها كمعالجة نفسية ومريضة في آن، تمحّص الحقائق والخيالات التي نخبرها لأنفسنا وللآخرين، بينما نتأرجح على حبل الحب والرغبة، والمعنى والموت، والذنب والخلاص، والرعب والشجاعة، والأمل والتغيير. كتاب ثوري في صراحته، يأخذنا في جولة عميقة إلى مكنوناتنا ويقدم لنا مشهدية بالغة الجرأة لمعنى أن تكون إنسانًا. سرد مضحك وملهم ومثير لحياتنا الغامضة والقوة التي نتسلح بها لتحويلها.
-
إن هذا الكتاب ثمرة تجربة شخصيّةعاشها دوستويفسكي ، إذ يتحدّث عمّا عاناه هو نفسه في السجن، مع أنه ينسب المذكرات لرجل سّماه ألكسندر جوريانتشكوف. فيصف مشاعر فقد الحريّة، والعيش مع قتلة ولصوص يكنّون له عداوة شديدة لأنه ينتمي إلى طبقة السادة الذين يضطهدون أبناء الشعب. لكن دوستويفسكي لا يغرق في مشاعر تشاؤمية، بل مع الوقت يروح يميّز بين الأشرار والأخيار، ويجد بين السجناء مَن يمكن أن تُفْهَمَ جرائمهم بل يمكن أن تُعْذَرَ من وجهة نظر الأخلاق. ويقدّم لنا صورة قويّة التأثير عن حياة السجن بما فيها من شقاء ومن علاقات انسانية رفيعة وتبادل منافع وتجارة... وأشياء يصعب على المرء تصوّرها.
ويوجّه دوستويفسكي النّقد لنظام السجن، فيقول " يجب أن نعترف بالحقيقة: إن هؤلاء الرجال يملكون كنوزاً رائعة.... ولعلّهم بين أبناء شعبنا من أعظمه مواهب وأغناهم طاقات، لكن مَلَكاتهم الممتازة قد هلكت إلى غير رجعة. فمن المذنب ؟ كعادته، يهبط دوستويفسكي إلى الأغوار العميقة للنفس الانسانية، ويسسبُرُ ما في أعماقها من طبيعة لا يسيطر عليها العقل ولا يدركها. يدرس نفسيّة السجين في قسوته وفي استعداده لبذل ما يملك إزاء بادرة عطف ومودّة إنسانية. كما يدرس نفسيّة الجلاّد الذي لو كان خير الناس، فإن قلبه يقسو بتأثير العادة، فإذا هو يصبح حيوناً كاسراً. -
في عيد ميلاده التسعين يقرر بطل هذه القصة، الصحفي المغمور والأعزب الهرم، أن يهدي نفسه ليلة ماجنة مع مراهقة عذراء. العذراء التي قدمتها صديقة قوادة قديمة، هي شابة صغيرة ذات جمال من نوع خاص، تتحول الليلة الساخنة إلى سنة من التغيرات الكبرى في حياة البطل. يعيش من خلال ذكرياته المتدفقة مرة أخرى وقائع مغامراته الجنسية مدفوعة الأجر وتجاربه في بوح يوصله إلى حافة الموت، ليس بسبب كبر السن، ولكن بسبب حب نقي خالص طال انتظاره. ذكريات غانياتي الحزينات تحفة مذهلة يرويها معلم محترف.