• حاول المؤرخ د. الهادي التيمومي أخضع مقدمة ابن خلدون لقراءة جديدة حقّا. وقد استنطقها حول خلفيات الإشارات وان كانت لا تشكل نظرية في علم الاقتصاد الأوربين من نظريات في فترة تشكّل النظام الرأسمالي. ولعل أهمّ ما توصّل إليه الباحث هو أن تلك الاشارات لم تكنفقط نتاج عبقرية ابن خلدون وإنّما كانت كذلك نتاج تحوّلات نوعيّة مسّت القاعدة المادية للمجتمعات المغاربية منذ العهد الموحّدي تقريبا. وقد استشعر ابن خلدون لم يكن عصر تخلّف وإنّما كان عصرا - منعرجا: فإمّا الاقلاع أو النّزول إلى الهاوية. وكان ابن خلدون متشائما وحبذا لو كذب التاريخ تشاؤمه.

  • تفاوتتْ التجارب الحداثية للبلاد الإسلامية والعربية من حيث العمق والجرأة . ولقد حاولت بعض البلدان العربية والإسلامية، إثر حملة نابوليون في القرن التاسع عشر بصورة خاصة، تحصينَ نفسها ضد ذلك العالم الغربي التوسعي الزاحف، وعملت بتفاوت وتكامل أحيانا عبر تجارب متنوّعة على اللحاق بزمن العالم وبالحداثة في مختلف المجالات . وإذا كانت التجربة المصرية أكثر هذه التجارب تجذّرا على المستوى الصناعي والعسكري، والتجربة الشامية أكثرها تجذّرا على المستوى الثقافي واللغوي، فماهي ميزات التجربة التونسية؟ وما مدى إضافتها وعمقها ودلالتها خاصة وتونس صاحبة الريادة في وضع أوّل دستور في العالم الإسلامي منذ 1861؟ ثمّ كيف كان موقف النظام الاستعماري من هذه التجربة حتى قبل الاحتلال الفرنسي؟ يقودنا المؤرخ التيمومي إلى اكتشاف مضامين وثائق تاريخية هامّة ونادرة تجعلنا نجيب على أكثر من سؤال حول علاقة التحديث بالنمو الداخلي من جهة وبالغرب والرأسمالية والاستعمار من جهة ثانية، وحول أزمة هذا التحديث اليوم في العالم العربي.

  • «انتشيتُ بألوان تونس، فقررت أن أصبح رسّاما» 1914قالها بول كليه إثر زيارته إلى تونس في

    يتصاعد السجال حول الهوية والأقليات في البلاد العربية مع ظهور الأزمات عامة، وهو في أوج تصاعده اليوم في مختلف تلك البلاد وخاصة في الأقطار "التي مرت بها رياح "الثورة هوية الشعب التونسي أصبحت محل سؤال منذ ثلاثينات القرن التاسع عشر مع دخول مرحلة التحديث، بين قائل بشرقية الروح والأصول ومناهض لكل ما هو غربي، مقر بأن ما قبل دخول الإسلام لها هو جاهلية، وآخر يرى أن تونس لها تاريخ أعرق وأن الإسلام والشرق هو جزء من هويتها وأن شخصية التونسي تركمت من عمق تاريخي طويل جدا. عمقت ثورة 14 جانفي 2011 السجال في هذه المسألة رغم أنها رفعت شعارا أساسيا لا علاقة له بالهوية: "خبز، حرية، كرامة وطنية" يحاول الهادي التيمومي في هذا الكتاب تقصي ملامح الشخصية التونسية بمنهجية مختلفة منطلقا من اليوم باحثا في عمق التاريخ عن التراكمات التي أدت إلى اكتمال ملامحها الحالية، محاولا تقديم بعض التأويلات الجديدة عله يجد تفسيرا لذلك التميز والتفرد الذي تتسم به الهوية في تونس، تلك الذهنية الجماعية التي يرى البعض فيها عنصرا من العناصر التي يمكن أن تساعدنا على تفسير سبب اندلاع "الثورة" من تونس.

  •  

    أمام الاحتجاجات الشعبية التي عمت كل تونس في آخر أيام حكم الترويكا الذي تميز بعدم الكفاءة و زرع الموالين في مفاصل الدولة و تفشي الارهاب و التهريب و محاولة تغيير نمط المجتمع و توقف أهم مؤسسات الدولة و المجتمع عن العمل، مما أد إلى انسداد سياسي كان أبرز مظاهره اعتصام الرحيل بباردو و ما سبقه من اغتيالات و ما لحقه من توافقات.

    تدخل لحل هذه الازمة رباعي الحوار(الرابطة التونسية لحقوق الانسان، هيئة المحامين، الاتحاد العام التونسي للشغل، الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية) مستفيدا من زخم المجتمع المدني و الحراك الشعبي لفرض خارطة طريق بهدف استكمال صياغة الدستور الجديد والاعداد لانتخابات عامة قادمة.

    يعتبر اسناد جائزة نوبل للسلام 2015 لهذا الرباعي شرف كبير لتونس ولمجتمعها المدني ومنظماتها المعبر على خصوصية التجربة التونسية في الانتقال الديمقراطي.

    تأسست نقابة الأعراف التونسيين سنة 1947 بشراكة مع الاتحاد العام التونسي للشغل ، وهو دليل على عراقة الحوار بين أطراف المجتمع التونسي رغم الخلاف والتباين والصراع أحيانا. لعلّ ذلك أيضا من بين قدرة المجتمع التونسي على صنع السلام.

  • يكشف هذا الكتاب انتفاضة منطقة القصرين-تالة عام 1906،هذه الجهة التي لعبت دورا مفصليّا في انتفاضة 14 جانفي2011

  • انتصر الحزب الجديد «نداء تونس» آخر 2014 بقيادة القيدوم الباجي قايد السبسي، ذلك الحزب الذي استطاع أن يجمع بين فصيل متنور من حكام الأمس وفصيل من النقابيين وفصيل من اليسار، والذي انبنى على فكرة توحيد الجهود لمقاومة نزعة نسف بعض مكاسب الحداثة التي مارسها «الإسلام السياسي» وعمل طيلة السنوات السابقة على التمكن من مفاصل الدولة.

    فهل سيعطي هذا الانتصار، الذي قرره الناخب التونسي في انتخابات 2014 بعد حوار وطني، الفرصة لمحو آثار حكومة الترويكا في محاولة أسلمة الدولة وتفكيكها وفي اعتمادها على القوى المالية الأجنبية في سن موازنات مالية عمقت الأزمة؟ وهل استطاع الحزب المنتصر أن يبني تصوراً جديدا لبناء دولة تتبنى الإصلاح الاقتصادي والسياسي والاجتماعي؟

    وهل تقدم في إنجاز استحقاقات طالبت بها «الانتفاضة الثورية» منذ 2011؟ وهل استطاع أن يفك شفرة الإرهاب والتهريب التي ركبتها وبرمجتها سياسة حكم النهضة منذ 2011؟

    الأستاذ الهادي التيمومي يجيب على هذه الأسئلة ويصف هذه المرحلة في هذا الجزء الخامس من «الموسوعة» بأنها مرحلة بروز ظاهرة «التدمير الاجتماعي المعمم»، وهو مصطلح يبتكره المؤلف وبطرحه علينا تعبيراً عن مرحلة من مراحل نمو المجتمعات، يختل فيها التوازن المجتمعي اختلالاً كاملاً وتغيب فيه القدرة على إفراز طبقة أو تحالف طبقي يقود ويحكم ويتحكم في الدولة وأجهزتها.

  • يتناول هذا الكتاب ما أنتجه الصراع الفكري من تحاليل حاول بها أصحابها من مواقع إيديولوجية – وسياسية متباينة – ولغايات مختلفة فهم آليات الإمبريالية وتحسس اتجاهات تطورها اللاحق. وقد قدّم لهذه الدّراسة د. سمير أمين بمقال عنونه ب"الرأسمالية والنّسق – العالم". وينقسم المؤلّف إلى 3 أبواب يهم أوّلها من أواخر القرن 19 إلى 1917 تاريخ الثورة البلشفية ويتصل ثانيها بالمرحلة الممتدة من 1917 إلى 1991 تاريخ انهيار الاتحاد السوفييتي. أما الباب الثالث فيدرس ما اصطلح على تسميته ب"العولمة".وقد ختم البحث بخاتمة عامة شفعها البحث بمجموعة من النصوص المنتخبة.

  • بجرأة لم يسبقه إليها عديد لمؤرخين من قبل يطرح الدكتور الهادي التيمومي علينا سؤالا مصيريا: هل نسخر التاريخ الى السياسة أم نوضف السياسة لخدمة التاريخ أي خدمة ما به يطور فعل الانسان، و الانسان العربي اليوم بصورة أخص؟

    إن الاختلاف في مجال النظر الى التاريخ البعيد منه و القريب، بين الساسة العرب و من ورائهم أجهزتهم التعليمية و الدينية و الثقافية من جهة و المؤرخين من جهة ثانية، لكبير و يقوى كل يوم مع المكانات العظيمة التي أصبحت توفرها ثورة المعلوماتية و الاتصالات.

    يسلط الكاتب الضوء على قراءة هؤلاء الساسة للتاريخ و يبرز ما لتلك القراءة من أثر سلبي في فهم العرب لتاريخهم و لأنفسهم، داعيا الجميع و المؤرخين خصوصاالى تحرير قراءة التاريخ من السلطة و التسلطة سبيلا للتحرر و للتطور و مقاومة للحيف و القهر و التمييز الاجتماعي و العرقي و الطائفي و الجنسي، و انتصارا للانسانوية الجديدة.

    بنظرة شموليةمصحوبة بأمثلة مدققة يستعرض الكاتب قراءات التاريخ القبلية منها و الوطنية و القومية و الطائفية و العروبية و الاسلامية و الاقليمية و الاستعمارية و الاممية مبرزا ما لها من أثر على تجميد أي فعل سبيل الحداثة، و يرفع صوتا عاليا جريئا مستفزا هدفه تعديل البوصلة التاريخية .

  • مع الجزء السادس من هذه الموسوعة يختتم د. الهادي التيمومي ما وعد به منذ ان نشر الجزء الأول في 2019حول (موسوعة " الربيع العربي" في تونس2010-2020)

     يحدثنا في هذا الجزء عن حكومة الشاهد و"التدمير الاجتماعي المعمم" الذي أخذ أبعد المدى، وهو يبيّن ما آلت إليه حالة تونس بعد عشرية ساخنة متقلبة، كما يتابع ما فعلته حكومة الشاهد في ظلّ مواصلة النهضة ومن معها لسياسة التمكين، و"عودة البورجوازية مزهوة باسترجاع أنفاسها وهي غير مستعدة لضخ جرعات اجتماعية"، وفي ظل تمسّك الطبقات الشعبية بمواصلة الرغبة في التثوير رغم مآلات التفقير الشاملة والمتوالية.

    هكذا تعمّقَ التدمير الاجتماعي المعمّم مع حكومة الشاهد ووصل " الربيع العربي" الى منتهاه لأنه كما قال محمد الناصر "سارع المنتصرون في انتخابات 2011 بالاستحواذ على السلطة لخدمة مصالحهم العاجلة ومصالح أنصارهم... لقد اعتبروا السلطة ... بمثابة الهِبةِ من السماء والغنيمة الحزبية...لقد نظموا أنفسهم للاحتفاظ بتلك السلطة أطول وقت ممكن".

    وهو ما مارسه هؤلاء المنتصرون طيلة عشرية انتهت مع حكومة الشاهد.

    في ختام هذه الموسوعة يلخص الكاتب أهم المعوقات ويقترح علينا اقتراحات يحاول بها فتح آفاق لتجاوز أزمة طالت وتعقدت واختلّ فيها التوازن الاجتماعي وتلاشت سلطة الدولة طيلة العشرية.

  • “Colours of Tunisia possess me. Colour will possess me always, I know it. That is the meaning of this happy hour: colour and I are one. I am a painter.”

    Paul Klee after his visit to Tunisia in 1914

    With the emergence of crises in general, the issue of identity and minorities in the Arab countries has become more and more an object of contention. It has reached its climax in various Arab countries, in particular in those which have been swept away by the “revolution” winds.

    With the advent of modernity, the identity of the Tunisian people has turned, as of the 1830s, into a polemical issue between, on the one hand, a group which believes in the “Oriental” spirit and origins of the country, opposing all that is Western,  claiming that all that preceded the introduction of Islam is akin to ignorance and, on the other hand, another group claiming that Tunisia has a far more ancient history, that Islam and the Orient are but a segment  of its identity and that Tunisian personality is the result of accumulations built over a very long historical depth.

    The January 14, 2011 revolution has deepened the polemics around the issue, though the essential motto it raised was totally unrelated to identity: “bread, freedom, national dignity”.

    In this book, Hedi Timoumi tries to examine the various facets of Tunisian personality through a different methodology, starting from the present time, excavating the depths of  history, in search of the accumulations that led to the attainment of its present-day characteristics. He suggests new interpretations, likely to account for the eminence and uniqueness of Tunisian identity, that collective mentality which, as some thinkers believe, may help us explain why “revolution” has sparked off from Tunisia.

  • « La couleur me possède, je n’ai plus besoin de la poursuivre. Elle me tient pour toujours, je le sais. Voilà le sens de cette heure rencontre, moi et la couleur ne faisons plus qu’un. Je suis peintre”.

     

    Paul Klee, à l’issue de sa visite en Tunisie en 1914

     

    Avec l’émergence des crises en général, la question de l’identité et des minorités dans les pays arabes est devenue de plus en plus sujet à controverses. Elle a atteint son apogée dans plusieurs pays arabes, en particulier dans ceux qui ont été emportés par les vents de la « révolution ».

    Avec l’avènement de la modernité, l’identité du peuple tunisien s’est transformée, à partir des années 1930, en une question polémique entre, d’une part, un groupe qui croit en l‘esprit et aux origines « orientaux » du pays, rejetant tout ces qui est occidental, affirmant que tout ce qui a précédé l’introduction de l’islam est synonyme d’ignorance, et, d’autre part, un second groupe qui déclare que la Tunisie a une histoire beaucoup plus ancienne, que l’islam et l’Orient ne sont qu’une partie de son identité et que la personnalité tunisienne est la résultante d’accumulations construites au fil d’une longue profondeur historique.

    La révolution du 14 janvier 2011 a approfondi la polémique autour de cette question, bien que le mot d’ordre essentiel « pain, liberté et dignité nationale » n’ait aucun lien avec la question de l’identité.

    Dans ce livre, Hedi Timoumi essaie d’analyser les différentes facettes de la personnalité tunisienne, à travers une méthodologie différente, à partir du présent, fouillant dans les profondeurs de l’histoire, à la recherche d’accumulations qui ont résulté sur les caractéristiques actuelles. Il propose de nouvelles interprétations, à même d’expliquer l’éminence et le caractère unique de l’identité tunisienne, cette mentalité collective qui, comme le croient certains penseurs, pourrait expliquer la raison pour laquelle la « révolution » avait démarré en Tunisie.

Go to Top