-
في عشق غزّة
في عشق غزة
اختتم يوسف الصديق تقديم هذا الكتاب بطرفة من طرائف شخصية « حمّة الجريدي » الذي لم يجد نفسه يوم القيامة لا ضمن من كان مآلهم جهنّم، وهو صاحب الفَعَلَات ولا ضمن المنتفعين بنعيم الجنة، فتوجه الى الله متسائلا: « أين مكاني يا ربي؟ ألست أنت الخالق العليم بمصير الناس وأفعالهم؟ فأجابه تعالى: «نعم وأكيد إلّا إذا كنت لم أفرِدكَ بالخلق، لم أعرفك. فمن أنت؟ ».
أفليس للفلسطنيين أيضا من يعرفهم ويحميهم؟!
إن ملحة «حمة » الحاملة للمعصية، توحي لنا بأن الفلسطينيين يرتقبون أيضا من يعرفهم ويتذكرهم وينجيهم كلّما انفجر صاروخ قتّال وكلّما دمّرت الطائرات المغيرة بيوتهم ومزقتهم وشردتهم وأبادتهم.
الكاتب الفيلسوف « آلان جونيون » يحلّل، في بحثه الجوهري هذا، منزلة الفلسطيني المتفرّد بنضاله في يقظة ضمير العالم اليوم، ويلحّ علينا أن لا نخاطبه بصفته مواطنا من فرنسا، بلا حقوق الانسان، بل يدعونا أن « نخاطبه بصفته مواطن العالم الفلسطيني» …