ما كان ليدور في خلد الرئيس بورقية مطلقا، وهو يتصدر مجلس السمر مساء [ 7 نوفمبر 1982] (…) ليلقي ده رسه اليومي في التاريخ، أن تلك اللحظة ستكون آخر عهد له بحكي التاريخ فى ذلك القصد المعموري.
لكأنّ هذا الاستهلال المذهل لهذا الكتاب استهلال رواية، لكأنه حلقة في خط الزمن لها من سرد الأقوال والأفعال سوابق ولواحق معادة الترتيب على عادة الروائيين. لكأنّ ذلك كذلك لأنّه لحظة انقداح الخطاب بأنقلاب التوازن انقلابانا قضا للصمت أليس في التاريخ، على رأي العلية من أهل مكته، قدر من دور الرواية» و«القص» و « الحكي؟ أليس فتحی ليسير المؤرخ في هذا العمل، هو أيضا روائي وقاص !! ان قلمه في هذا العمل قلم تحقيق وتدقيق ونظر من في المصادر والمراجع والمدار على من ؟ على بورقيبة من ية زاوية ؟ زاوية كونه مؤرطًا. وها هنا قَلْعَةُ الاشتباك ومعْقَدُها.
يفقد استوى بورقيبة زعيما. وكم في سير الزعماء من التلبيس. وبورقيبة سياسي حاكم. والتاريخ من أردية الساسة ودعائم الحكم. ولبورقيبة وَلَعٌ بالتاريخ لا يضاهيه فيه على الأرجع حاكم هو ولوع بالتاريخ على الجملة، وتتاريخ تونس خاصة، وبتاريخها الحديث على الوجه الأخص، ذاك الذي من خلقه تاريخ الحركة الوطنية الذي فيه بورقيبة فاعل أكيد أو رئيس. وفوق ذلك هو الراوية، لك، وهو اليوم موضوع تاريخ هو ماذا مؤرّخ لغیره و لنفسه بلسانه، ومؤرّة عنه مناضلا وسياسيا وزعيما و حاكما وقوّالا ، ومُوَرّثا أنهارا وخصومًا وطابعا تونس در بعمر له منها. اقتحم فتحي ليسير في عمله هذ اكل هذا الاشتباك. كندر الباحث الثبت، وأمانة المؤرّخ المنقاد بالمعرفة عد ذلك الاشتباك، فأجاد وأفاد وأمتع ، فأحاط، ل منصت البورقيبة، متفقها أثره، ناظرا في أقاويل غيره عنه، بالخفايا والخبايا. لقد أضاء ما كان مجهولا، وأثار ما كان معلّما وقوب ما كان أحكاما على شياع المرويات المتحولات، فأنصف الزعيم. لقد أن صفه بأستغفار مزاياه، وبنسبة المنسوب إليه من مذموم الخصال بنشبتها إلى أصحابها، وباله قرار المثبت بطعن الزعيم نفسه على بعض تلك المزايا، لمّا اشتد به معجبه بنفسه، ولا غزت فيه ذلك العجب أحزمة البطانة. وفي كلمة، هذا الكتاب مَغْرَزَ البورقيبة وحدث تارخي.
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.