لا يكفي الإقرار بقوّة الدين في المجال العام، كما أقدم على ذلك بعض فلاسفة العصر، بل ينبغي التفكير في وضعية المجال العام أمام قوّة الدين.
يمثّل المجال العام أحد مكوّنات الحداثة، ويستتبع إقامة الاجتماع على مبادئ المواطنة والحريات الشخصية والعامة، بينما الأديان قد ارتبطت تاريخيا بالطوائف والمذاهب والطاعة والجماعة، بعد أن كانت في الأصل ديانات ضمير فردي. يفترض هذا التقابل أحد مسارين: مسار نكوصي ينتهي إلى انهيار المجال العام والعودة إلى التنظيمات الطائفية والماقبل-حداثية، ومسار تقدمي يقوم على الملاءمة بين الدين والحداثة.
يتناول محمد الحداد في هذا الكتاب إمكانيات الملاءمة بين المسارين ويستعرض شروطها، داعيا الى استيعاب كل المكتسبات الإيجابية للحداثة والى التمسك بالعودة بالدين إلى الأصل وإلى الضمير الفردي في نفس الوقت، وهو يشرح ويحلل في كل مفاصل الكتاب مفهوما يراه أساسا يرتكز عليه كل معالجة لما يعيشه المسلمون يُسمّيه “الإصلاح الديني“
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.